شهدت العلاقات التجارية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية تطورات ملحوظة خلال السنوات الست الماضية حيث تذبذب حجم التبادل التجاري بين ارتفاعات وانخفاضات متأثرًا بعوامل اقتصادية محلية وعالمية.
تطور حجم التبادل التجاري بالأرقام
توضح البيانات الموثقة أن إجمالي حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال الفترة من 2019 حتى 2024 بلغ حوالي 723.18 مليار ريال سعودي. وقد توزعت هذه الأرقام على السنوات كما يلي:
•2019: بلغ التبادل التجاري 120.04 مليار ريال وهي بداية قوية قبل أزمة كورونا.
•2020: شهد انخفاضًا حادًا إلى 86.16 مليار ريال، نتيجة التداعيات الاقتصادية لجائحة كوفيد-19.
•2021: عاود الارتفاع إلى 114.07 مليار ريال مع بدء التعافي العالمي.
•2022: سجّل أعلى قيمة في الفترة حيث بلغ 152.12 مليار ريال مما يعكس نشاطًا تجاريًا مكثفًا.
•2023: انخفض نسبيًا إلى 129.08 مليار ريال.
•2024: تراجع طفيف آخر إلى 121.71 مليار ريال.
هذا التفاوت في الأرقام يسلط الضوء على مرونة العلاقة التجارية بين البلدين ولكنها أيضًا تتأثر بالعوامل الجيوسياسية وأسعار الطاقة والنمو الاقتصادي العالمي.
أهم السلع المتبادلة
السلع المصدرة من السعودية إلى أمريكا:
1.منتجات معدنية: وتشير إلى الصادرات النفطية والمواد الخام المعدنية.
2.أسمدة: تستفيد من الموارد الطبيعية الغنية في المملكة.
3.منتجات كيميائية عضوية: تعكس تطور الصناعات البتروكيميائية السعودية.
السلع المستوردة من أمريكا:
1.آلات وأدوات آلية وقطع غيارها: تدعم قطاع التصنيع والبنية التحتية.
2.سيارات وقطع غيارها: نتيجة الطلب العالي في السوق السعودي على المركبات الأمريكية.
3.أجهزة طبية وبصرية وتصويرية: تمثل استثمارات في مجالات الصحة والتكنولوجيا.
قراءة في الاتجاهات المستقبلية
رغم التذبذب تبقى الولايات المتحدة واحدة من أهم الشركاء التجاريين للمملكة العربية السعودية. ومن المتوقع أن يستمر هذا التعاون في النمو لا سيما في ظل التوجهات السعودية نحو تنويع مصادر الاقتصاد ضمن رؤية 2030 واستمرار العلاقات الاستراتيجية بين البلدين في مجالات متعددة مثل الطاقة والتقنية والتعليم والدفاع.
تكشف الأرقام والبيانات عن عمق العلاقة التجارية بين السعودية وأمريكا والتي تتجاوز مجرد التبادل السلعي لتصل إلى شراكة استراتيجية قائمة على المصالح المتبادلة والتنمية المستدامة. ومع استمرار التحولات الاقتصادية العالمية تبقى متابعة هذه العلاقات محط اهتمام دائم للمتخصصين وصناع القرار.
