يشهد قطاع صناعة السيارات تغييرات ملحوظة على مستوى العالم سواء من حيث الحجم أو التوزيع الجغرافي للإنتاج. في عام 2024، أظهرت الإحصائيات الصادرة عن المنظمة الدولية لمصنّعي السيارات (OICA) ترتيب الدول الأكثر إنتاجًا للسيارات حيث تكشف الأرقام عن الفوارق الكبيرة بين الدول في هذا المجال الحيوي.
الصين تتربع على القمة بلا منازع
تتصدر الصين قائمة الدول الأكثر إنتاجًا للسيارات لعام 2024 بإنتاج بلغ 31.3 مليون سيارة، وهو ما يجعلها تتفوق بفارق شاسع على أقرب منافسيها. تعكس هذه الأرقام مكانة الصين كعملاق صناعي عالمي حيث استفادت من الاستثمار الضخم في البنية التحتية ودعم الدولة لقطاع السيارات خصوصًا الكهربائية منها.
الولايات المتحدة واليابان في المنافسة المباشرة
احتلت الولايات المتحدة المركز الثاني بإنتاج وصل إلى 10.6 مليون سيارة متقدمة على اليابان التي جاءت في المركز الثالث بـ 8.2 مليون سيارة. بالرغم من تراجع الإنتاج الياباني مقارنة بعقود سابقة إلا أن اليابان لا تزال تُعد قوة صناعية في هذا المجال بفضل شركاتها الرائدة مثل تويوتا ونيسان.
الهند تواصل صعودها الملفت
حققت الهند أداءً مميزًا هذا العام بحلولها في المركز الرابع بإنتاج بلغ 6 ملايين سيارة مما يعكس التوسع المستمر في قاعدة تصنيع السيارات لديها إلى جانب الطلب المحلي المتزايد.
دول أمريكا اللاتينية وآسيا على الخريطة
في المركز الخامس جاءت المكسيك بـ 4.2 مليون سيارة تليها كوريا الجنوبية وألمانيا بالتساوي عند 4.1 مليون سيارةلكل منهما. هذا الأداء يؤكد استمرار الدور المحوري للمكسيك وكوريا في سلاسل التوريد العالمية.
أداء متوسط لألمانيا والبرازيل وإسبانيا
بالرغم من كونها مركزاً تقليدياً لصناعة السيارات الأوروبية إلا أن ألمانيا تراجعت نسبيًا إلى المركز السابع. أما البرازيلوإسبانيا، فقد سجلتا أرقامًا متقاربة عند 2.5 و2.4 مليون سيارة على التوالي تضعهما في مراكز متأخرة ضمن العشر الأوائل.
تايلاند تسجل حضوراً لافتاً
في المركز العاشر ظهرت تايلاند بإنتاج بلغ 1.5 مليون سيارة وهو ما يعكس نمو الصناعة التايلندية وتوجهها نحو جذب الاستثمارات الأجنبية في هذا القطاع.
*يؤكد الترتيب العالمي لعام 2024 على أن صناعة السيارات باتت أكثر تركيزًا في الدول ذات القدرات التصنيعية العالية والتوجهات الاستراتيجية نحو التكنولوجيا خصوصًا في الصين والهند. كما أن الفوارق الشاسعة في الإنتاج تُبرز الحاجة إلى تطوير القدرة التنافسية لدى الدول ذات الترتيب المتوسط والمتأخر عبر دعم الابتكار وتبني التحول إلى السيارات الكهربائية والمستدامة.
ومع استمرار تطور سوق السيارات العالمي من المتوقع أن نشهد تغييرات جديدة في خريطة الإنتاج خلال السنوات المقبلة مدفوعة بالتقنيات الحديثة والطلب العالمي المتغير.
