لم تعد القهوة مجرد شراب صباحي يساعد على الاستيقاظ بل أصبحت رمزًا للضيافة والدفء والتواصل الاجتماعي في المجتمعات العربية. وتختلف طريقة إعدادها من بلد لآخر لكنها تظل عنصرًا مشتركًا يوحد شعوب المنطقة.
تشير الإحصائيات الواردة إلى أن الدول التالية تحتل المراتب الست الأولى في استهلاك القهوة من حيث الكمية السنوية بالآلاف من الأطنان:
1. الجزائر – 126,600 طن سنويًا
تتصدر الجزائر القائمة بفارق كبير ما يعكس مدى ارتباط المجتمع الجزائري بالقهوة كجزء أساسي من نمط الحياة اليومي سواء في البيوت أو المقاهي.
2. مصر – 74,520 طن
رغم كون الشاي هو المشروب الأكثر شعبية تقليديًا إلا أن القهوة تواصل انتشارها في مصر خصوصًا في المدن الكبرى وبين فئات الشباب.
3. السعودية – 74,460 طن
تتميز القهوة السعودية بطابعها الخاص والمميز (القهوة العربية بالهيل والزعفران) وهي عنصر مركزي في المجالس والتقاليد البدوية.
4. المغرب – 45,180 طن
بالرغم من شهرة الشاي المغربي بالنعناع فإن القهوة تحتل مكانة قوية أيضًا وتُعد جزءًا من الحياة اليومية في المقاهي الحضرية.
5. السودان – 42,780 طن
للقهوة في السودان طابع احتفائي خاص حيث تُعد في طقوس تُعرف باسم “القعدة” وتشكل وسيلة للترابط الاجتماعي.
6. لبنان – 33,120 طن
يشتهر اللبنانيون بالقهوة التركية وتعد القهوة مشروبًا يوميًا لا غنى عنه في البيوت والمكاتب والمقاهي.
دلالات الأرقام
الاختلاف الكبير في الكميات المستهلكة يعكس عدة عوامل منها:
•الكثافة السكانية: الدول ذات عدد سكان أكبر تستهلك بطبيعة الحال كميات أكبر.
•الجانب الثقافي: مدى ارتباط المجتمع بعادات شرب القهوة.
•الاقتصاد ومستوى الدخل: يؤثر في استهلاك القهوة المستوردة خصوصًا في البلدان التي لا تنتجها محليًا.
•انتشار المقاهي: تزايد عدد المقاهي و”الكوفي شوب” ساهم في تعزيز الاستهلاك.
*تؤكد هذه البيانات أن القهوة ليست مجرد مشروب عالمي بل هي مرآة لثقافة كل شعب. وبينما تتصدر الجزائر هذه القائمة بامتياز فإن باقي الدول العربية تواصل تعزيز علاقتها اليومية مع القهوة كل على طريقته الخاصة.
هذه الأرقام تقدم نظرة مثيرة حول التحولات السلوكية الغذائية والاجتماعية في المجتمعات العربية خاصة في ظل ازدياد الإقبال على أنماط الحياة العصرية والمقاهي المتخصصة.
