تُعد مواقع التراث العالمي شاهداً حيًّا على تاريخ البشرية وحضاراتها المتعاقبة وتمثل رمزًا للهوية الثقافية والطبيعية المشتركة للبشرية جمعاء. في هذا السياق أصدرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) قائمة حديثة تُظهر أكثر الدول امتلاكًا لمواقع التراث العالمي المُسجّلة لديها والتي تلقي الضوء على الدول التي تحتضن أكبر عدد من هذه الكنوز الإنسانية.
الدول العشر الأوائل في قائمة التراث العالمي
تتصدر إيطاليا القائمة بواقع 61 موقعًا تراثيًا ما يعكس ثراءها الثقافي والفني والهندسي وتنوع معالمها التي تمتد من روما القديمة إلى فنون عصر النهضة.
تليها الصين بعدد 60 موقعًا حيث تجمع بين تراث حضاري يمتد لآلاف السنين يشمل سور الصين العظيم والمدن القديمة والجبال المقدسة والحدائق الإمبراطورية.
ثم تأتي ألمانيا في المرتبة الثالثة بـ 55 موقعًا، وتتميز بتنوع تراثها بين الثقافي والطبيعي مروراً بالمدن التاريخية والآثار الصناعية.
في المركز الرابع نجد فرنسا بعدد 54 موقعًا حيث تُعرف بعراقة آثارها من العصور الوسطى، وقصورها وقلاعها المميزة فضلاً عن مناظرها الطبيعية الفريدة.
تحتل إسبانيا المرتبة الخامسة بـ 50 موقعًا، متفوقة بتراث معماري غني يضم المعالم الإسلامية والمسيحية واليهودية، وتُعد من أكثر الدول الأوروبية تنوعاً ثقافياً.
دول أخرى بارزة
•الهند: في المرتبة السادسة بـ 44 موقعًا تجمع بين المواقع الأثرية الدينية والمعابد التاريخية والمعالم الطبيعية.
•المكسيك: في المركز السابع بـ 36 موقعًا حيث تنعكس حضارات المايا والأزتيك في آثارها الغنية.
•المملكة المتحدة: تمتلك 35 موقعًا تتنوع بين القلاع والآثار الدينية والمناطق الطبيعية.
•روسيا: بـ 33 موقعًا تعكس عمق التاريخ الإمبراطوري والديني والتنوع البيئي الواسع.
•إيران: في المركز العاشر بـ 29 موقعًا وتشمل مواقع تعود لحضارات قديمة مثل الإخمينية والساسانية.
أهمية مواقع التراث العالمي
مواقع التراث العالمي ليست مجرد وجهات سياحية بل هي مرآة لثقافة الشعوب وذاكرتها الحية. وتحظى هذه المواقع بالحماية الدولية لما لها من قيمة إنسانية عالمية تسهم في تعزيز الحوار الثقافي والتنمية المستدامة والحفاظ على الهوية الإنسانية.
*تعكس هذه القائمة مدى اهتمام الدول بالحفاظ على تراثها وتقديمه للعالم باعتباره جزءًا من التاريخ المشترك للبشرية. وتؤكد الأرقام أن حماية هذه المواقع والاستثمار في حفظها هو أمر استراتيجي للحفاظ على ذاكرة العالم للأجيال القادمة.
