تعكس ظاهرة النزوح الداخلي واحدة من أكثر الأزمات الإنسانية إلحاحًا في العالم حيث يضطر الملايين إلى ترك منازلهم دون مغادرة حدود بلدانهم نتيجة الصراعات المسلحة وعدم الاستقرار السياسي والكوارث الإنسانية. وتُظهر الإحصائيات أن هناك دولًا تصدرت قائمة الأكثر معاناة من النزوح حيث يعيش السكان في ظروف صعبة بحثًا عن الأمان والحياة الكريمة.
تأتي السودان في المرتبة الأولى كأكبر دولة من حيث عدد النازحين داخليًا إذ تجاوز عددهم تسعة ملايين شخص. وقد أدى الصراع المستمر وتدهور الوضع الأمني والاقتصادي إلى موجات متتالية من النزوح جعلت الكثير من العائلات تعيش في مخيمات غير مستقرة تفتقر لأبسط الخدمات الأساسية.
وفي سوريا التي شهدت حربًا طويلة منذ عام 2011 بلغ عدد النازحين أكثر من سبعة ملايين شخص ما جعل النزوح جزءًا من الحياة اليومية لملايين الأسر التي تبحث عن الأمن داخل حدود وطنها. أما كولومبيا فقد احتلت المرتبة الثالثة نتيجة صراعات ممتدة بين الحكومة والجماعات المسلحة لعقود طويلة.
كما تأتي جمهورية الكونغو الديمقراطية في المرتبة الرابعة إذ دفع العنف المستمر في عدد من المناطق السكان إلى ترك منازلهم هربًا من الخطر. وفي اليمن، أدى النزاع المسلح والأزمة الإنسانية الكبرى إلى نزوح أكثر من أربعة ملايين ونصف المليون شخص.
وتشترك دول مثل الصومال أوكرانيا نيجيريا أفغانستان وميانمار في معاناة مشابهة حيث يجبر الخوف وانعدام الأمن والتهديد المستمر للحياة العائلات على الانتقال مرات عديدة داخل الدولة الواحدة.
هذه الأرقام لا تُظهر مجرد إحصائيات بل تعكس قصصًا إنسانية مؤلمة لأطفال حُرموا من التعليم وأمهات فقدن الاستقرار ومجتمعات تفككت بسبب الحروب والصراعات. ورغم الجهود الدولية لتقديم المساعدة فإن الأزمة ما زالت مستمرة وتحتاج إلى حلول جذرية تعالج أسباب النزاع وتعمل على دعم السلام والتنمية المستدامة.
*في النهاية إن معالجة قضية النازحين ليست مسؤولية الحكومات فقط بل تتطلب تضامنًا عالميًا وإنسانيًا حقيقيًا لأن النزوح ليس مجرد حركة سكّان بل هو معاناة إنسانية يجب أن يقف العالم أمامها بوعي ومسؤولية.
