تشير أحدث الأرقام إلى أن تكلفة الدراسة الجامعية في دول الخليج العربي تتفاوت بشكل لافت ما يعكس سياسات تعليمية مختلفة واستثمارات متفاوتة في البنية التحتية الأكاديمية فضلاً عن حضور الجامعات العالمية.
الإمارات في الصدارة
تتصدر الإمارات القائمة حيث تصل تكلفة الدراسة الجامعية في أبوظبي إلى 46,309 دولار وهي الأعلى خليجيًا. وفي دبي تنخفض التكلفة إلى 21,109 دولار إلا أنها تبقى ضمن المستويات المرتفعة. ويُفسَّر هذا التباين بتنوع المؤسسات الأكاديمية بين الحكومية والخاصة ووجود فروع لجامعات عالمية ذات تكلفة عالية.
قطر تحتل المرتبة الثانية بمتوسط تكلفة يبلغ 34,646 دولار هذا الرقم يعكس استراتيجيتها التعليمية القائمة على جذب مؤسسات أكاديمية مرموقة من الخارج وتوفير بيئة تعليمية حديثة بمستوى عالمي وهو ما يضعها في منافسة مباشرة مع الإمارات.
السعودية بين الاعتدال والتطوير
أما السعودية فقد سجلت تكاليف أقل مقارنة بجارتيها إذ يبلغ متوسط الدراسة الجامعية نحو 23,843 دولار ورغم أن المبلغ لا يُعتبر منخفضًا إلا أنه يأتي متوازنًا مع مشاريع المملكة الطموحة لتطوير التعليم الجامعي ودمج أحدث التقنيات في العملية الأكاديمية.
الكويت وعُمان والبحرين.
في الكويت يصل متوسط التكلفة إلى 20,088 دولار ما يجعلها ضمن الشريحة المتوسطة خليجيًا.
أما سلطنة عُمان فقدمت نفسها كخيار اقتصادي للطلاب إذ لا تتجاوز التكلفة 9,227 دولار
وفي البحرين تنخفض الأرقام أكثر لتصل إلى 8,673 دولار فقط لتسجل الأدنى في المنطقة وتفتح المجال أمام شريحة أوسع من الطلاب المحليين والأجانب.
*هذا التفاوت الكبير في تكاليف التعليم يعكس مزيجًا من الطموحات الاقتصادية والرؤى الاستراتيجية لدول الخليج. فبينما تسعى الإمارات وقطر إلى ترسيخ مكانتهما كمراكز تعليمية إقليمية ذات مستوى عالمي تحافظ دول مثل البحرين وعُمان على نماذج تعليمية بتكلفة أقل تتيح فرصًا أوسع أمام الطبقات المتوسطة.
وبين ارتفاع الكلفة في بعض الدول وانخفاضها في أخرى يبقى الطالب وأسرته أمام خيارات متنوعة قد تُبنى على جودة التعليم أحيانًا وعلى الإمكانات المادية في أحيان أخرى.