يعد الذهب من أهم الموارد الطبيعية في القارة الإفريقية حيث تلعب صادراته دورًا رئيسيًا في دعم اقتصادات العديد من الدول. ومع استمرار ارتفاع الطلب العالمي على المعدن الأصفر تتجه الأنظار نحو القارة السمراء التي تُعدّ من أغنى مناطق العالم بمناجم الذهب.
غانا تتصدر المشهد
احتلت غانا المرتبة الأولى على مستوى القارة بإنتاج بلغ 140.6 طنًا من الذهب في عام 2024 متجاوزة مالي وجنوب إفريقيا مما يعكس تطور البنية التحتية والتكنولوجيا في قطاع التعدين هناك بالإضافة إلى استقرار السياسات التي تشجع على الاستثمار في هذا المجال.
مالي وجنوب إفريقيا في مراكز متقدمة
جاءت مالي في المرتبة الثانية بإنتاج بلغ 100 طن مدعومة بإرثها الطويل في تعدين الذهب وتوافر احتياطات ضخمة في مناطق مثل سيكاسو وكايس. أما جنوب إفريقيا، التي كانت تاريخيًا أكبر منتج للذهب عالميًا،فقد احتلت المرتبة الثالثة بإنتاج بلغ 98.9 طنًا. ورغم التراجع النسبي إلا أن جنوب إفريقيا ما زالت تحتفظ بمكانتها المهمة بفضل بنيتها التحتية الصناعية وخبرتها الكبيرة في التعدين.
صعود بوركينا فاسو والسودان
برزت بوركينا فاسو كمنافس قوي بإنتاج بلغ 94.4 طنًا، تليها السودان الذي أنتج 73.8 طنًا. ويُعد الذهب أحد أكبر مصادر النقد الأجنبي في السودان، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية.
غينيا وساحل العاج: طفرة غرب إفريقيا
حققت غينيا إنتاجًا بلغ 68 طنًا، تليها ساحل العاج بـ 58 طنًا. وتبرز هذه الدول كمراكز جديدة واعدة لتعدين الذهب في غرب إفريقيا نظرًا لتزايد الاستثمارات الأجنبية وتطوير المناجم الجديدة.
دول أخرى بارزة في القائمة
• تنزانيا: 51.8 طنًا
• زيمبابوي: 50.9 طنًا
• جمهورية الكونغو الديمقراطية: 42.3 طنًا
هذه الأرقام تعكس تنوع وانتشار الإنتاج الذهبي في جميع أنحاء القارة من الشرق إلى الغرب ومن الجنوب إلى الوسط.
الأبعاد الاقتصادية والإستراتيجية
• الاستثمارات: تسعى معظم هذه الدول إلى جذب المستثمرين الأجانب مما يفتح آفاقًا لتطوير تقنيات التعدين وتحسين سلاسل القيمة.
• التوظيف: صناعة الذهب تساهم بشكل كبير في خلق فرص العمل لا سيما في المناطق الريفية.
• التحديات: رغم النمو لا تزال هناك تحديات تتعلق بالشفافية التهريب والتلوث البيئي خاصة في المناطق التي يهيمن فيها التعدين الحرفي.
تؤكد هذه الإحصائيات أن إفريقيا لا تزال لاعبًا رئيسيًا في سوق الذهب العالمي مع إمكانيات هائلة للنمو والتطور. من المتوقع أن تشهد السنوات القادمة منافسة أكبر بين هذه الدول لتعزيز مكانتها عبر إصلاحات تنظيمية واستثمارات جديدة في البنية التحتية والتكنولوجيا
