يُعدّ قطاع الذهب واحدًا من أكثر القطاعات حيوية في التجارة العالمية وتبرز الإمارات العربية المتحدة كواحدة من أهم المراكز الدولية في إعادة تصدير الذهب وتداوله. وخلال عام 2024 سجّل الذهب المار عبر الإمارات قيمة ضخمة بلغت 186 مليار دولار ما يرسّخ مكانتها كمحور رئيسي في حركة الذهب العالمية.
نسبة الذهب القادم من السودان
من بين هذا الحجم الهائل من الذهب المتداول عبر الإمارات جاء الذهب السوداني بقيمة 1.97 مليار دولارفقط أي ما يمثل نحو 1.06% من إجمالي الذهب الذي عبر البلاد خلال العام نفسه.
ورغم أن السودان يُعد من الدول الغنية بالمعادن النفيسة فإن هذه الحصة لا تعكس حجم إمكاناته الحقيقية إذ لا يتجاوز الذهب الرسمي المستخرج نحو 0.4% من الناتج المحلي السوداني.
احتياطيات السودان من الذهب
يمتلك السودان احتياطيًا مؤكدًا من الذهب يصل إلى 1,633 طنًا وهو رقم كبير لكنه لا يضع البلاد ضمن قائمة أكبر عشر دول عالميًا في احتياطيات الذهب المستخرَج. هذا يعكس وجود فجوة بين الإمكانات الجيولوجية والاستفادة الاقتصادية الفعلية.
الدول المتصدرة لاحتياطيات الذهب العالمي
تتصدّر روسيا وأستراليا قائمة احتياطيات الذهب المستخرَج عالميًا بإجمالي يقارب 12 ألف طن لكل منهما، يليهما:
•جنوب إفريقيا: نحو 5 آلاف طن
•إندونيسيا والصين
•الولايات المتحدة وبيرو والبرازيل وكازاخستان
*هذه الدول تشكل القوى الكبرى في إنتاج الذهب عالميًا وتتحكم في جزء مهم من إمداد الأسواق الدولية.
تعكس هذه الأرقام عدة مؤشرات:
1.قوة الإمارات كمركز عالمي للتجارة
قدرتها على استيعاب وتصدير هذا الحجم الضخم من الذهب يؤكد دورها الاستراتيجي في منظومة التجارة العالمية وخاصة تجارة المعادن الثمينة.
2.ضعف الاستفادة السودانية من موارده
رغم امتلاك السودان احتياطيات ضخمة إلا أن مساهمته في سوق الذهب العالمي لا تزال محدودة نتيجة تحديات اقتصادية وفنية وإدارية.
3.الهيمنة الدولية في قطاع الذهب
استمرار تصدر روسيا وأستراليا وجنوب إفريقيا يوضح استقرار البنية الصناعية والاستخراجية في هذه الدول مقارنة بدول تمتلك موارد لكنها تفتقر للبنية اللازمة للاستفادة منها.
