تُظهر الإحصاءات الحديثة أرقامًا صادمة عن أعداد المشردين في مختلف دول العالم ما يعكس حجم الأزمات الإنسانية الناتجة عن الحروب والفقر والكوارث الطبيعية والاضطرابات السياسية. وتتصدر القائمة دول من آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية حيث يعيش ملايين الأشخاص دون مأوى دائم أو ظروف معيشية مستقرة.
باكستان وسوريا في الصدارة
تحتل باكستان المرتبة الأولى عالميًا بعدد مشردين يقدر بنحو 8 ملايين شخص متقدمة على سوريا التي تأتي في المرتبة الثانية بحوالي 5.3 ملايين مشرد. وتُعزى هذه الأرقام إلى النزاعات الطويلة والكوارث الطبيعية وتحديات التنمية الاقتصادية التي تعاني منها هذه الدول.
أوضاع مأساوية في جنوب آسيا وإفريقيا
تأتي بنغلاديش في المرتبة الثالثة بنحو 5 ملايين مشرد تليها نيجيريا والفلبين بعدد يقارب 4.5 ملايين مشرد لكل منهما. أما أوغندا والأرجنتين والسودان فتشهد أيضًا أزمات إنسانية خانقة إذ يتراوح عدد المشردين فيها بين 4 ملايين و3 ملايين شخص.
وفي إفريقيا تتصدر جمهورية الكونغو الديمقراطية والصومال وإثيوبيا قائمة الدول التي تواجه تحديات هائلة في احتواء مشكلة التشرد إذ تتراوح أعداد المشردين في كل منها بين 1.4 و1.7 مليون شخص بسبب الحروب الأهلية والمجاعات والانهيار الاقتصادي.
العالم العربي
تشير البيانات إلى أن السودان ومصر والعراق من أكثر الدول العربية تضررًا حيث يتراوح عدد المشردين بين 2 و3.6 ملايين شخص. وتتنوع أسباب التشرد في هذه الدول بين الحروب الأهلية والتدهور الاقتصادي والكوارث الطبيعية إضافة إلى النزوح الداخلي الناتج عن الصراعات.
لم تسلم دول مثل الهند وميانمار وزيمبابوي وبوركينا فاسو من الظاهرة إذ يعيش فيها مئات الآلاف من الأشخاص بلا مأوى. حتى بعض الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تواجه هذه المشكلة حيث يتجاوز عدد المشردين فيها 600 ألف شخص في أمريكا وقرابة 380 ألفًا في بريطانيا.
*توضح هذه الإحصاءات أن التشرد لم يعد ظاهرة محصورة في مناطق الصراع فقط بل أصبح قضية عالمية تمس مختلف المجتمعات الغنية والفقيرة على حد سواء. وتؤكد الحاجة الماسة إلى خطط شاملة للتنمية المستدامة وتعزيز برامج الإسكان الاجتماعي وتوفير الحماية للفئات الضعيفة خاصة الأطفال والنساء الذين يمثلون النسبة الأكبر من المتضررين.