يُعد الصلب (الفولاذ) من أهم ركائز الاقتصاد الصناعي في العالم إذ يدخل في مختلف القطاعات من البناء والبنية التحتية إلى صناعة السيارات والطاقة. تُظهر البيانات الحديثة للعام 2024 أن الإنتاج العالمي للصلب يتركز بشكل هائل في عدد محدود من الدول مع تفوق كاسح لدولة واحدة تحديدًا.
الصين: العملاق الذي لا يُنافس
تتصدر الصين قائمة الدول المنتجة للصلب عالميًا بإنتاج يبلغ 1005.1 مليون طن، وهو رقم يتجاوز مجموع إنتاج الدول التسع التالية مجتمعة. هذا الرقم يعكس حجم الطلب المحلي الهائل خاصةً في مشاريع البنية التحتية والإسكان، إضافة إلى كون الصين مركزًا لتصنيع وتصدير المنتجات المعدنية.
الهند واليابان: منافسة آسيوية متقدمة
في المرتبة الثانية تأتي الهند بـ 149.6 مليون طن، ما يدل على تسارع نموها الصناعي وقدرتها على اللحاق بالمراكز الأولى. أما اليابان، فرغم التحديات الديموغرافية وتقلص الطلب المحلي ما زالت محافظة على موقعها بإنتاج يبلغ 84 مليون طن.
أمريكا وروسيا وكوريا: استمرار اللاعبين التقليديين
•الولايات المتحدة الأمريكية (79.5 مليون طن) تعتمد على صناعات السيارات والطاقة.
•روسيا (70.7 مليون طن) تواجه تحديات العقوبات الجيوسياسية لكنها لا تزال لاعبًا مؤثرًا.
•كوريا الجنوبية (63.5 مليون طن) تحافظ على موقعها من خلال صناعاتها الثقيلة والتقنيات المتقدمة.
أوروبا وتركيا والبرازيل وإيران: حضور متوازن
•ألمانيا (37.2 مليون طن) تمثل القوة الصناعية في أوروبا.
•تركيا (36.9 مليون طن) تعزز مكانتها في التصدير لدول الشرق الأوسط.
•البرازيل (33.7 مليون طن) تقود إنتاج الصلب في أمريكا الجنوبية.
•إيران (31 مليون طن) تبني صناعتها رغم التحديات الاقتصادية.
الدول العربية: تقدم تدريجي في الإنتاج
رغم أن الدول العربية لا تظهر ضمن المراكز العشرة الأولى فإن مصر تسجل حضورًا قويًا بإنتاج 10.7 مليون طن تليها السعودية بـ 9.6 مليون طن ثم الجزائر بـ 4.5 مليون طن. هذا يعكس توسعًا تدريجيًا في الصناعات الثقيلة داخل المنطقة، مدعومًا بسياسات تنموية مثل رؤية السعودية 2030 والاستثمار في مشاريع البنية التحتية في مصر.
*تُبرز هذه الأرقام التحولات الكبيرة في مراكز القوة الصناعية حول العالم. بينما تُحافظ بعض الدول التقليدية على مراكزها يواصل صعود القوى الآسيوية وعلى رأسها الصين والهند تغيير موازين الإنتاج العالمي. وفي المقابل، يشير الحضور العربي المتنامي إلى بداية توجه استراتيجي لبناء قاعدة صناعية متينة قد تضع المنطقة على الخريطة مستقبلاً
