يُعتبر الأمان السياحي من أهم العوامل التي تحدد قرار السائح عند اختيار وجهته فهو الشرط الأول قبل التفكير في المعالم الطبيعية أو التاريخية أو الترفيهية. ووفقاً لـ مؤشر تطوير السياحة والسفر 2024 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي جاءت الدول العربية بترتيبات متباينة في هذا الجانب ما يعكس تباين مستويات الاستقرار والأمن والخدمات المقدمة للزوار.
الإمارات ــ وجهة الأمان الأولى
تصدرت الإمارات العربية المتحدة القائمة بمعدل (6.12) وهو رقم يؤكد ثقة السياح في بيئتها الآمنة والمتطورة. فالبلاد لم تعد مجرد مركز اقتصادي عالمي بل تحولت إلى وجهة سياحية متكاملة تجمع بين البنية التحتية الحديثة والأحداث العالمية الكبرى وتنوع التجارب السياحية. هذا التفوق الأمني يعزز صورة الإمارات كأحد أهم مراكز السياحة في المنطقة والعالم.
قطر والبحرين.
تأتي قطر في المرتبة الثانية (6.07) مدفوعة بالنجاح الكبير في استضافة كأس العالم 2022 الذي أثبت قدرتها على تنظيم أحداث ضخمة وسط أجواء آمنة ومريحة للسائح. بينما جاءت البحرين ثالثة (6.00) معتمدة على الاستقرار الأمني والسياسات الحكومية التي تدعم قطاع السياحة خاصة في مجالات الترفيه والمهرجانات والتسوق.
السعودية ومصر.
احتلت المملكة العربية السعودية المرتبة الرابعة (5.85) مستفيدة من جهود رؤية 2030 التي أولت أهمية كبرى لتطوير السياحة الدينية والترفيهية بالتوازي مع ضمان أجواء آمنة للزوار. أما مصر فجاءت خامسة (5.20) إذ تظل واحدة من أكثر الوجهات جذباً بفضل آثارها وتاريخها لكن صورتها الأمنية تحتاج إلى تعزيز أكبر في الأسواق العالمية.
عمان والأردن
سجلت عُمان (5.02) والأردن (5.00) حضوراً متوسطاً فكل منهما يتمتع بالاستقرار السياسي نسبياً ويعتمد بشكل ملحوظ على السياحة الثقافية والطبيعية. من البحر الميت إلى البتراء في الأردن ومن الجبال والوديان في عُمان تشكل هذه الوجهات خياراً آمناً نسبياً للسياح الباحثين عن الهدوء.
المغرب العربي بين الجاذبية والتحديات
في شمال إفريقيا جاء المغرب (4.85) وتونس (4.30) بمراكز متوسطة إلى متأخرة رغم تمتعهما بمقومات سياحية استثنائية من تراث تاريخي وشواطئ خلابة وأسواق تقليدية. إلا أن بعض التحديات الأمنية والسياسية أثرت على تصنيفهما.
الكويت والجزائر ولبنان
سجلت الكويت (4.20) والجزائر (4.10) ولبنان (4.05) المراتب الأخيرة عربياً. ففي حين تتمتع هذه الدول بإمكانات سياحية مهمة إلا أن الظروف الاقتصادية والسياسية وعدم الاستقرار في بعض الفترات انعكس سلباً على شعور السائح بالأمان.
هذا الترتيب يكشف أن الأمان السياحي لا ينفصل عن جملة من العوامل:
•الاستقرار السياسي والاقتصادي.
•قوة البنية التحتية والخدمات العامة.
•فعالية الأجهزة الأمنية وخططها الوقائية.
•قدرة الدولة على تنظيم الأحداث الكبرى وإدارة الأزمات.
*تشير المؤشرات إلى أن الخليج العربي يقود المنطقة في توفير بيئة آمنة للسائح بينما تواجه بعض الدول الأخرى تحديات تتطلب مزيداً من الاستثمار في الأمن السياحي وتحسين صورتها أمام العالم. وفي زمن تتزايد فيه المنافسة السياحية عالمياً فإن تعزيز الأمان لم يعد رفاهية بل ضرورة استراتيجية تضع الدولة في مقدمة الوجهات الجاذبة.